إنتهى الفيلم وأنيرت الصالة وما إن دخل هو لينظف المكان كما اعتاد منذ أكثر من 25 عاماً حتى رأى صرصاراً يقف مذعوراً وسط سيل الأقدام القادمة بإتجاهه محاولاً الهروب منها.إقترب منه ببطئ ووقف قبالته,حرك الصرصار جسمه مقترباً من الحذاء محاولاً الصعود عليه لكن الحركة الفجائية للحذاء أشعلت في الصرصار الصغير حالة من الجنون الهستيري ففرّ سريعاً محاولاً الإختباء في أي مكان يصل إليه بأرجله الصغيرة. في النهاية لم يجد أفضل من قطعة موكيت نزعت من أرضية الصالة وأبقت أكثر من ثلاثة أرباع جسمه ظاهراً.وقف يحدق في الصرصار المختبئ لثوانٍ قبل أن يتركه وينهمك في تنظيف المكان.
وبينما هو منهمك في تنظيف أحد المقاعد من بقايا الشوكولا العالقة عليه أطل المدير برأسه من الباب وطلب منه موافاته إلى الغرفة.
يدق الباب فيأذن له المدير بالدخول إلى مكتبه.
المدير: تفضل يا حامد,ارتاح,ليش واقف...
حامد نحنا كلنا منعرف أنك أقدم موظف هون,أقدم مني حتى..صرلك 24,,25....
حامد:25 سنة ونصف أستاذ,,في شي !؟
المدير:خلص خليني فوت بالموضوع دغري,حامد انتا آخر الشهر بتتطلع تقاعد,يعني أسبوع زمان فجهز حالك لترجع ع بلدك..
وقف حامد في منتصف المكتب الذي اعتاد تنظيفه طوال هذه السنين,نظر إلى الجدران الصفراء الباهتة التي إعتاد تنظيفها مرتين كل عام,إلى الكراسي الخشبية القديمة التي لا زالت منذ أول يوم له في السينما,الطاولة السوداء,المكتبة القديمة المملؤة بالكتب التي اعتاد إستعارتها مطيلاً التأمل في الصور الموجودة فيها محاولاً قراءة الأسماء المكتوبة تحتها بإنكليزيته الضعيفة وخرج من المكتب.
دخل إلى الصالة مرّة آخرى,حدّق طويلاً في قطعة القماش الأبيض,في المقاعد الحمراء,في الضوء الخفيف المنبعث على امتداد الصالة من ماكينة العرض التي شاهد عبرها كل الأفلام التي عرضت طوال 25 عاماً.نظر إلى الأرض حيث يقف فوجد أن الصرصار لا زال مختبئاً تحت الموكيت كما تركه بجسمه المكشوف,رفع قدمه وهوى بها بكل ما أوتي من قوى مرّة واثنتين وثلاثة...
صبيحة ذلك اليوم من كانون كان مشرقاً على غير العادة في هذا الوقت من السنة,نور الشمس يتسرب إلى الصالة من نافذة الباب المفتوح.الرجل العجوز المسؤول عن تشغيل ماكينة العرض دخل إلى الصالة مغلقاً الباب وراءه لمشاهدة الفيلم وحيداً كما اعتاد أن يفعل كل يوم وعند دخوله لغرفة العرض لتشغيل الماكينة وجد حامد مسجىً على الأرض:القدمين واليدين كوضعية القتلى في أفلام الويسترن,الثياب مليئة ببقع خضراء اللون كما في طارد الأرواح ,العينين تكادان تنفجران كأفلام رعب الثمانينات الرخيصة,الفم مفتوح على آخره و مليء ببقايا فيلم مجهول الاسم نزعه حامد من الخزانة القديمة.
وبينما هو منهمك في تنظيف أحد المقاعد من بقايا الشوكولا العالقة عليه أطل المدير برأسه من الباب وطلب منه موافاته إلى الغرفة.
يدق الباب فيأذن له المدير بالدخول إلى مكتبه.
المدير: تفضل يا حامد,ارتاح,ليش واقف...
حامد نحنا كلنا منعرف أنك أقدم موظف هون,أقدم مني حتى..صرلك 24,,25....
حامد:25 سنة ونصف أستاذ,,في شي !؟
المدير:خلص خليني فوت بالموضوع دغري,حامد انتا آخر الشهر بتتطلع تقاعد,يعني أسبوع زمان فجهز حالك لترجع ع بلدك..
وقف حامد في منتصف المكتب الذي اعتاد تنظيفه طوال هذه السنين,نظر إلى الجدران الصفراء الباهتة التي إعتاد تنظيفها مرتين كل عام,إلى الكراسي الخشبية القديمة التي لا زالت منذ أول يوم له في السينما,الطاولة السوداء,المكتبة القديمة المملؤة بالكتب التي اعتاد إستعارتها مطيلاً التأمل في الصور الموجودة فيها محاولاً قراءة الأسماء المكتوبة تحتها بإنكليزيته الضعيفة وخرج من المكتب.
دخل إلى الصالة مرّة آخرى,حدّق طويلاً في قطعة القماش الأبيض,في المقاعد الحمراء,في الضوء الخفيف المنبعث على امتداد الصالة من ماكينة العرض التي شاهد عبرها كل الأفلام التي عرضت طوال 25 عاماً.نظر إلى الأرض حيث يقف فوجد أن الصرصار لا زال مختبئاً تحت الموكيت كما تركه بجسمه المكشوف,رفع قدمه وهوى بها بكل ما أوتي من قوى مرّة واثنتين وثلاثة...
صبيحة ذلك اليوم من كانون كان مشرقاً على غير العادة في هذا الوقت من السنة,نور الشمس يتسرب إلى الصالة من نافذة الباب المفتوح.الرجل العجوز المسؤول عن تشغيل ماكينة العرض دخل إلى الصالة مغلقاً الباب وراءه لمشاهدة الفيلم وحيداً كما اعتاد أن يفعل كل يوم وعند دخوله لغرفة العرض لتشغيل الماكينة وجد حامد مسجىً على الأرض:القدمين واليدين كوضعية القتلى في أفلام الويسترن,الثياب مليئة ببقع خضراء اللون كما في طارد الأرواح ,العينين تكادان تنفجران كأفلام رعب الثمانينات الرخيصة,الفم مفتوح على آخره و مليء ببقايا فيلم مجهول الاسم نزعه حامد من الخزانة القديمة.