الجمعة، 8 يونيو 2012

مذياع الله (محاولة سيئة آخرى)

الحزن ينتشر في الفضاء كالرذاذ الخفيف
ببطءِ كسقوط الندى على المقبض الذهبي للباب ودرابزين الشرفة
ضوء شمس المغيب على الجدائل السود و على الوجه الأسمر

العجوز لم يشغل شريط الآذان بعد
المئذنة ما زالت صامتة
والماء ينز منها
قطرةً قطرة

العجوز نائم في الجامع
                  في قلب المحراب

لكنه لن يشغّل المذياع اليوم

لا صلاة اليوم
           فالله,,
                   يقتل اليوم وكل يوم

لا صلاة اليوم
           فالله,,
 استقال منذ ألف يومٍ ويوم

لا صلاة اليوم فالله قد قتل
                       أو استقال, لا فرق

أو لعل الله أقيل, نعم أقيل, لعل الله أقيل
يفكر العجوز ما بين الغفوة واليقظة قبل أن يصحو وينظر في الساعة
السابعة والربع
 الشمس أوشكت على الغروب
يهرع باتجاه المسجل ويشغله
صوت أم كلثوم يعلو في سماء القرية
العجوز لا يسمع الآذان, يرفع صوت المسجل أكثر فأكثر
فيصدح صوت أم كلثوم أكثر فأكثر:
                              "مدام تحب بتنكر ليه؟مدام تحب بتنكر ليه؟"