"ع كلية العلوم"
يهز السائق رأسه غاضبًا وينطلق بسيارته بسرعة مبتعدًا.
أضع يديّ في جيبيّ البنطلون وأمشي ببطئي المعهود مصفّرًا رنّة سمعتها من خلوي أحد موظفي البنك اليوم, وعلى وجهي شبه ابتسامة لمقدرتي على إغاظة سائقي السرفيس - بـ" ع كلية العلوم" البعيدة جدًا عن الشارع الذي أنا فيه- الذين يصرون دائمًا على مضايقتي خلال عودتي من نوبة حراستي الليلية في البنك الواقع في ساحة ساسين إلى الغرفة التي استأجرتها في حي كلية العلوم. أرفع يدي من جيبة البنطلون وأخرج من جيبة القميص علبة الدخان وأسحب منها السيجارة الماقبل الأخيرة مشعلًا اياها بالقداحة التي أحرص على وضعها في العلبة, ثم أنفس الدخان ببطئ مواصلًا سيريَ المتمهل على الطريق الموحش بين ساسين وبشارة الخوري لأتفادى تلويث حذائي بروث الكلاب المنتشر على طول الرصيف المعتم, ذلك أن العمال الذين يسبقونني بالعودة إلى منازلهم خلال الليل "يتكّون ديجنترات" عواميد الانارة المنتشرة أيضًا على طول الطريق, من علبها المفتوحة. باستثناء عامود واحدٍ قريب من أحد الشوارع الفرعية لم ينجحوا في فكّ علبته بعد, وهو العامود الذي دائمًا ما أستريح على مقعدٍ حديديٍ موجودٍ تحته.
أقترب بسرعة أكبر من "عامود النصر" كما يحلو لي تسميته, حيث يسمح لي الضوء الذي ينشره بتفادي روث الكلاب بسهولةٍ أكبر, لكنني أكتشف أن مقعدي قد انتزع ووضع مكانه مرآة تسهّل الرؤية على السيارات القادمة من الشارع الفرعي. أجلس على حافة الرصيف لألتقط أنفاسي وألقي بنظرة إلى انعكاسي في المرآة الجديدة فأشعر بأنني أشبه صرصورًا عملاقًا بشعري البني المشعث ولحيتي الكثة وكرشي الذي يزيد من استدارة جسدي تحت القميص المخمل الذي صادف أنه بني أيضًا, وصولًا الى حذائي البنيّ المدبّب. أشيح بوجهي عن المرآة, أطفأ السيجارة بأرض الرصيف وأقوم قاطعًا الشارع إلى الضفة الآخرى مسرعًا في مسيري غير مهتمٍ بروث الكلاب.
لكنني سرعان ما أشعر بضوءين خافتين يظهران بالتدريج على البناء المعتم الى جانبي. أفكر بأنها لا بد أن تكون سيارة أجرة آخرى, وأستدير لأرى السيارة خارجةً من الشارع الفرعي قرب عامود النصر وفي داخلها أربعة شبان اضافة الى السائق تظهر عليهم ملامح السكر, فأستدير نصف مرتاحٍ نصف خائف وأواصل السير. تمر السيارة من أمامي الآن ويخفت ضوءها وضجيجها بسرعة فأتنفس الصعداء, وأمسح بيدي حبات العرق التي تجمعت على صدغي الأيسر.
لكنني أفاجأ الآن بضوء خافت آخر يظهر على الجدار. فأستدير لأرى دراجة نارية كبيرة الحجم وعريضة, أشبه بالتك تك المصري الذي شاهدت تقريرًا عنه على التلفاز قبل أيام, تخرج من الشارع الفرعي نفسه الذي خرجت منه السيارة قبل قليل. مع اقترابه مني يخفف السائق من سرعته تدريجيًا. "لوين رايح؟" لكنني أظلّ محدقًا فيه عارفًا في وجهه, وجه حمزة الشاب الأبكم الذي كان معنا في نادي الكرة حين كنت صغيرًا, يحدق هو أيضًا في عيني ويتشتت انتباهه عن الدراجة التي ترتطم بحافة الرصيف وتنكسر مرأتها الجانبية بعد ارتطماها بعامودٍ مطفأ.
يبعد حمزة عينيه عن وجهي مسرعًا وينزل عن الدراجة وهو يتمتم باسم الله.
" القزاز انكسر من وراك, ما بيجوز هالحكي, هلأ بتشوف."
أشعر بالخوف عندها وأقترب منه " ما عرفتني يا حمزة, كنت معك بنادي الفوتبول".
ينظر اليّ نظرة خاطفة, وكأنه لم يحدق فيّ لثوانٍ طويلةٍ قبل قليل, وهو يفتح صندوق الدراجة ويخرج منه شيئُا غريبًا يتهيأ لي بأنه سلاح.فأخاف أكثر وأشعر ببللٍ خفيف على سروالي وأقول بصوتٍ مرتجف
" ما تذكرتني يا زلمة؟ كنت معك, أنا وعلي وربيع وأحمد."
لكنه يهزّ رأسه منكرً للمرة الثانية معرفته بي ويبدو أكثر اصرارًا على معاقبتي, ويقوم بسحب قطعة حديدة ويبدأ بإدخالها في ثقبٍ في الآلة/ السلاح التي بين يديه.
ملآني الخوف الآن ووقفت جامدًا أحدق فيه وهو يواصل برم القطعة الحديدية في الثقب. يظهر ضوء على وجهه وأسمع صوت موتورٍ منخفضٍ من الخلف. أنظر فأرى دراجة مماثلةً لدراجة حمزة تخرج من الشارع نفسه وهي تقترب منا بسرعةٍ كبيرة. أهرع الى الدرّاجة وأطلب من السائق التوقف, أنظر اليه من حيث أقف فأظنه حسام الذي كان معنا في النادي, تظهر على وجهي شبه ابتسامة, وأنظر الى حمزة المنهمك في تركيب سلاحه.
"شفتو؟ شفتو؟ هيدا حسام اللي كان معنا بالنادي, هلأ بسألو قدامك وبذكرك فيي"
"ما كان معنا بالنادي حدن اسمو حسام" يجاوب بلهجة ناشفة.
"مبلا مبلا, هلأ بتشوف"
وما ان بدأت بالاقتراب من الشاب الذي على الدراجة حتى بدأت ملامح الكارثة تظهر أمامي: الرجل الثلاثيني, الأقرع بلحيته البنية الكثة والتعبير البليد الذي على وجهه. يحدّق فيّ بملل.
"مش انتَ حسام اللي كنت معنا بالفوتبول؟" أسأله وأنا أعرف أنه سينفي فحسام لا يتجاوز الثانية والعشرين على الأكثر. يهز الرجل رأسه المسند على مقود الدراجة نافيًا وهو يكاد يغفو عليه,أنظر الى حمزة الذي أوشك على الانتهاء من تركيب سلاحه الذي يشبه فرد الشمع.
"شفت ما كان معنا..."
يهز السائق رأسه غاضبًا وينطلق بسيارته بسرعة مبتعدًا.
أضع يديّ في جيبيّ البنطلون وأمشي ببطئي المعهود مصفّرًا رنّة سمعتها من خلوي أحد موظفي البنك اليوم, وعلى وجهي شبه ابتسامة لمقدرتي على إغاظة سائقي السرفيس - بـ" ع كلية العلوم" البعيدة جدًا عن الشارع الذي أنا فيه- الذين يصرون دائمًا على مضايقتي خلال عودتي من نوبة حراستي الليلية في البنك الواقع في ساحة ساسين إلى الغرفة التي استأجرتها في حي كلية العلوم. أرفع يدي من جيبة البنطلون وأخرج من جيبة القميص علبة الدخان وأسحب منها السيجارة الماقبل الأخيرة مشعلًا اياها بالقداحة التي أحرص على وضعها في العلبة, ثم أنفس الدخان ببطئ مواصلًا سيريَ المتمهل على الطريق الموحش بين ساسين وبشارة الخوري لأتفادى تلويث حذائي بروث الكلاب المنتشر على طول الرصيف المعتم, ذلك أن العمال الذين يسبقونني بالعودة إلى منازلهم خلال الليل "يتكّون ديجنترات" عواميد الانارة المنتشرة أيضًا على طول الطريق, من علبها المفتوحة. باستثناء عامود واحدٍ قريب من أحد الشوارع الفرعية لم ينجحوا في فكّ علبته بعد, وهو العامود الذي دائمًا ما أستريح على مقعدٍ حديديٍ موجودٍ تحته.
أقترب بسرعة أكبر من "عامود النصر" كما يحلو لي تسميته, حيث يسمح لي الضوء الذي ينشره بتفادي روث الكلاب بسهولةٍ أكبر, لكنني أكتشف أن مقعدي قد انتزع ووضع مكانه مرآة تسهّل الرؤية على السيارات القادمة من الشارع الفرعي. أجلس على حافة الرصيف لألتقط أنفاسي وألقي بنظرة إلى انعكاسي في المرآة الجديدة فأشعر بأنني أشبه صرصورًا عملاقًا بشعري البني المشعث ولحيتي الكثة وكرشي الذي يزيد من استدارة جسدي تحت القميص المخمل الذي صادف أنه بني أيضًا, وصولًا الى حذائي البنيّ المدبّب. أشيح بوجهي عن المرآة, أطفأ السيجارة بأرض الرصيف وأقوم قاطعًا الشارع إلى الضفة الآخرى مسرعًا في مسيري غير مهتمٍ بروث الكلاب.
لكنني سرعان ما أشعر بضوءين خافتين يظهران بالتدريج على البناء المعتم الى جانبي. أفكر بأنها لا بد أن تكون سيارة أجرة آخرى, وأستدير لأرى السيارة خارجةً من الشارع الفرعي قرب عامود النصر وفي داخلها أربعة شبان اضافة الى السائق تظهر عليهم ملامح السكر, فأستدير نصف مرتاحٍ نصف خائف وأواصل السير. تمر السيارة من أمامي الآن ويخفت ضوءها وضجيجها بسرعة فأتنفس الصعداء, وأمسح بيدي حبات العرق التي تجمعت على صدغي الأيسر.
لكنني أفاجأ الآن بضوء خافت آخر يظهر على الجدار. فأستدير لأرى دراجة نارية كبيرة الحجم وعريضة, أشبه بالتك تك المصري الذي شاهدت تقريرًا عنه على التلفاز قبل أيام, تخرج من الشارع الفرعي نفسه الذي خرجت منه السيارة قبل قليل. مع اقترابه مني يخفف السائق من سرعته تدريجيًا. "لوين رايح؟" لكنني أظلّ محدقًا فيه عارفًا في وجهه, وجه حمزة الشاب الأبكم الذي كان معنا في نادي الكرة حين كنت صغيرًا, يحدق هو أيضًا في عيني ويتشتت انتباهه عن الدراجة التي ترتطم بحافة الرصيف وتنكسر مرأتها الجانبية بعد ارتطماها بعامودٍ مطفأ.
يبعد حمزة عينيه عن وجهي مسرعًا وينزل عن الدراجة وهو يتمتم باسم الله.
" القزاز انكسر من وراك, ما بيجوز هالحكي, هلأ بتشوف."
أشعر بالخوف عندها وأقترب منه " ما عرفتني يا حمزة, كنت معك بنادي الفوتبول".
ينظر اليّ نظرة خاطفة, وكأنه لم يحدق فيّ لثوانٍ طويلةٍ قبل قليل, وهو يفتح صندوق الدراجة ويخرج منه شيئُا غريبًا يتهيأ لي بأنه سلاح.فأخاف أكثر وأشعر ببللٍ خفيف على سروالي وأقول بصوتٍ مرتجف
" ما تذكرتني يا زلمة؟ كنت معك, أنا وعلي وربيع وأحمد."
لكنه يهزّ رأسه منكرً للمرة الثانية معرفته بي ويبدو أكثر اصرارًا على معاقبتي, ويقوم بسحب قطعة حديدة ويبدأ بإدخالها في ثقبٍ في الآلة/ السلاح التي بين يديه.
ملآني الخوف الآن ووقفت جامدًا أحدق فيه وهو يواصل برم القطعة الحديدية في الثقب. يظهر ضوء على وجهه وأسمع صوت موتورٍ منخفضٍ من الخلف. أنظر فأرى دراجة مماثلةً لدراجة حمزة تخرج من الشارع نفسه وهي تقترب منا بسرعةٍ كبيرة. أهرع الى الدرّاجة وأطلب من السائق التوقف, أنظر اليه من حيث أقف فأظنه حسام الذي كان معنا في النادي, تظهر على وجهي شبه ابتسامة, وأنظر الى حمزة المنهمك في تركيب سلاحه.
"شفتو؟ شفتو؟ هيدا حسام اللي كان معنا بالنادي, هلأ بسألو قدامك وبذكرك فيي"
"ما كان معنا بالنادي حدن اسمو حسام" يجاوب بلهجة ناشفة.
"مبلا مبلا, هلأ بتشوف"
وما ان بدأت بالاقتراب من الشاب الذي على الدراجة حتى بدأت ملامح الكارثة تظهر أمامي: الرجل الثلاثيني, الأقرع بلحيته البنية الكثة والتعبير البليد الذي على وجهه. يحدّق فيّ بملل.
"مش انتَ حسام اللي كنت معنا بالفوتبول؟" أسأله وأنا أعرف أنه سينفي فحسام لا يتجاوز الثانية والعشرين على الأكثر. يهز الرجل رأسه المسند على مقود الدراجة نافيًا وهو يكاد يغفو عليه,أنظر الى حمزة الذي أوشك على الانتهاء من تركيب سلاحه الذي يشبه فرد الشمع.
"شفت ما كان معنا..."
لكنني
أركض, أركض, هاربًا منه. مطلقًا ساقيَّ للريح, كما قرأت في كتاب القراءة وأنا
صغير, وأشعر بجناحين أبيضين يخرجان من فردتيّ حذائي وبسرعتي تزداد الآن.أنظر ورائي
وأنا أدخل الشارع الفرعي فأرى حمزة يركض بإتجاهي محاولًا اللحاق بي. وما ان أدير
وجهي الى الأمام, أكتشف أنني أدخل هذا الشارع للمرّة الأولى, عواميد الانارة
مضاءةٌ بأكملها وبراميل حديدية, أكاد أصطدم بها, مشعلة للتدفئة في قيظ آب (؟). أرى
أبنية مهدّمة وسيارات محترقة, قبل أن أقف خلف سيارةٍ مقلوبة ومرميةٍ في منتصف الشارع.
أخذ نفسًا عميقًا ثم أطل برأسي فأرى حمزة راكضًا وهو يكاد ينعطف الى شارعٍ فرعيٍ آخر, لكنني أشعر بيدي تتحرك من تلقاء نفسها وترفع كرسيًا بلاستيكيًا مرميًا على الأرض قربي وترميه باتجاهه بكل ما أوتيت من قوة, كأنها تعوض عن اصبعي الوسطى التي لن يراها في الظلمة. يقع الكرسي قربه فينظر اليّ ويركض فأركض أنا أيضًا, وأستدير إلى شارعٍ على يميني وأدخل الى بناءٍ آخضر اللون وأصعد الدرج سامعًا صوت امرأةٍ ستينيةٍ تتكلم بصوتٍ مبحوح من آثر الدخان ربما. أقف بقرب شباك الدرج وأفكر بأن أطل برأسي لكنني أعيده بسرعةٍ الى الخلف. أسمع وقع أقدامٍ حمزة يقترب من الشارع, وأفكّر بأنه سيواصل ركضه لكن ها هو يدخل الى البناء ويصعد على الدرج. أسمع وقع أقدامه غريبًا فأنتبه الى أن الدرج خشبي, أسمع وقع أقدامه يقترب أكثر, أطل برأسي فينقض عليّ محاولًا ضربي بآلته لكنني أضربه على رأسه فيترنح الى الوراء. أنظر الى المكان من حولي فأنتبه لزجاجاتٍ خضراء على حافة الدرج, زجاجات بيرة ربما. أخذ احداها وأقرر أنني سأضربه بها عندما سيحاول الهجوم مجددًا. أنتظر قليلًا لكنني لا أسمع أيّ صوت.
أطل برأسي, أرى حمزة جالسًا على ظهر زميلٍ لي من أيام الدراسة وهو يذبحه من الوريد الى الوريد بزجاجةٍ خضراء مماثلةَ للتي في يدي. أقفز على حمزة في بهو البناء وأجلس فوقه وأذبحه بالزجاجة الخضراء في يدي ممرًا اياها على عنقه من الأعلى: الدم يخرج منها ويموت.
أفتح عينيّ, فيقع نظري على دبورٍ ميّتٍ على الأرض. أنظر الى الكنبة الجلدية البيضاء حيث أضع رأسي فأرى عليها خطًّا من الدم واللعاب يصل الى الأرض. أشعر بشفتي السفلى منتفخة كاسفنجة, أعض عليها فتؤلمني. أترك الكنبة وأدخل للغرفة المجاورة. أحدّق في وجهي في المرأة فأرى بداية خط الدمّ واللعاب يبدأ من فمي.
أخذ نفسًا عميقًا ثم أطل برأسي فأرى حمزة راكضًا وهو يكاد ينعطف الى شارعٍ فرعيٍ آخر, لكنني أشعر بيدي تتحرك من تلقاء نفسها وترفع كرسيًا بلاستيكيًا مرميًا على الأرض قربي وترميه باتجاهه بكل ما أوتيت من قوة, كأنها تعوض عن اصبعي الوسطى التي لن يراها في الظلمة. يقع الكرسي قربه فينظر اليّ ويركض فأركض أنا أيضًا, وأستدير إلى شارعٍ على يميني وأدخل الى بناءٍ آخضر اللون وأصعد الدرج سامعًا صوت امرأةٍ ستينيةٍ تتكلم بصوتٍ مبحوح من آثر الدخان ربما. أقف بقرب شباك الدرج وأفكر بأن أطل برأسي لكنني أعيده بسرعةٍ الى الخلف. أسمع وقع أقدامٍ حمزة يقترب من الشارع, وأفكّر بأنه سيواصل ركضه لكن ها هو يدخل الى البناء ويصعد على الدرج. أسمع وقع أقدامه غريبًا فأنتبه الى أن الدرج خشبي, أسمع وقع أقدامه يقترب أكثر, أطل برأسي فينقض عليّ محاولًا ضربي بآلته لكنني أضربه على رأسه فيترنح الى الوراء. أنظر الى المكان من حولي فأنتبه لزجاجاتٍ خضراء على حافة الدرج, زجاجات بيرة ربما. أخذ احداها وأقرر أنني سأضربه بها عندما سيحاول الهجوم مجددًا. أنتظر قليلًا لكنني لا أسمع أيّ صوت.
أطل برأسي, أرى حمزة جالسًا على ظهر زميلٍ لي من أيام الدراسة وهو يذبحه من الوريد الى الوريد بزجاجةٍ خضراء مماثلةَ للتي في يدي. أقفز على حمزة في بهو البناء وأجلس فوقه وأذبحه بالزجاجة الخضراء في يدي ممرًا اياها على عنقه من الأعلى: الدم يخرج منها ويموت.
أفتح عينيّ, فيقع نظري على دبورٍ ميّتٍ على الأرض. أنظر الى الكنبة الجلدية البيضاء حيث أضع رأسي فأرى عليها خطًّا من الدم واللعاب يصل الى الأرض. أشعر بشفتي السفلى منتفخة كاسفنجة, أعض عليها فتؤلمني. أترك الكنبة وأدخل للغرفة المجاورة. أحدّق في وجهي في المرأة فأرى بداية خط الدمّ واللعاب يبدأ من فمي.