مكتوب على دفتر
الـرسم الأسود كالمعتاد، لكن من دون قلم الحبر الأسود الناشف، عيار 0.7.
***
يعرف الشخص أن ما
يرغب به هو العزلة، وبأنه بدأ يحقّقها. لكنه يعرف أيضاً أنه عند نيلها سيلهث خلف
الناس من جديد. لذلك يحزن بلا ندم، على وحدته كما على اجتماعه.
***
- "الناس بتتاخد بطريقة
التعبير والتفاصيل المميّزة اللي بتذكرها. بس هيدا مش أهم شي عندك. أهم شي هني
شخصياتك، شخصياتك اللي ما فيهن ياخدو حب ولا فيهن يعطو".
- "ليه ما فيهن ياخدو حب ولا يعطو؟".
- ...
- "ليه ما فيهن ياخدو حب ولا يعطو؟".
- ...
***
يجلس الشخص على
الشرفة المزجّجة حديثًا. إذا فجّر رجل نفسه داخل سيارته في الشارع الآن لأصبح جسده
هو كالـ"مُنخل" من شظايا الزجاج.
***
- "أنا؟ أنا عادية متل
كل البنات".
- "لأ، أبدًا.. صوتك كتير حلو، وبصير أحلى بس تسكتي لأنو بضلو مسموع، يمكن لأنّك بتحبي. إنتِ بتحبي؟".
- ...
- "لأ، أبدًا.. صوتك كتير حلو، وبصير أحلى بس تسكتي لأنو بضلو مسموع، يمكن لأنّك بتحبي. إنتِ بتحبي؟".
- ...
***
يطلّ الشخص برأسه من
الشباك، ويتأكّد من عدم وجود الرجل والسيارة اللذين فكر بهما. الشارع مقفر، لا
سيارات فيه ولا ناس: إنّه الفراغ. الفراغ الذي بدأ بالتمدد داخل رأسه منذ أن بدأ
يغزو الشوارع مع اقتراب كل غروب، محيلًا كلّ شيءٍ إلى كدرٍ عميق مجهول السبب
والمصدر.
***
- "يعني ما جرّب خليكِ
تحبيني؟".
- "ما بعرف. إنتَ وشطارتك، جرّب".
- ...
- "ما بعرف. إنتَ وشطارتك، جرّب".
- ...
***
يلاحق الشخص نقاط
الضوء القليلة التي تعبر شوارع الجبل المقابل، ويعدّها. ويحاول تمييز أصناف
الأشجار، مفكّرًا أنها تنتظر مصيرها بصمت: أن يلتهمها الباطون. يضحك ثم يفكّر بما
ينتظره هو: انتهاء هذا الصيف السرمدي المتمدّد إلى ما لا نهاية؟ ربّما.
***
- "كنت تحكيني من قبل،
ليه بطّلت تحكيني؟".
- "إنتِ بطّلتِ تحكيني كمان".
- ...
- "إنتِ بطّلتِ تحكيني كمان".
- ...
***
يعرف الشخص أنه بانتظار شيءٍ ما. لا يعرف ما هو لكنه يعرف أنه
ينتظره، وذلك على الرغم من يقينه أنّ شيئًا لن يتغير. مستعيرًا قول دانتي في
دائرته الجحيمية الأولى - الليمبو: "عذابنا أنّنا نحيا بلا أملٍ أبد الدهر".
*****
نُشر هذا النص في ملحق شباب السفير, في 5/ 2/ 2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق