كان كغيره من الأطفال في تلك القرى الواقعة خلف التلال لكنه كان أكثر سمرة ونحولا من غيره ,هذا ما كان يقوله أقرانه.
قليل الحركة شارد الذهن في الكثير من الاحيان,يحب جدته جدا تلك العجوز انهكت أنهكت التجاعيد وجهها مخلفةفيه أثرا لن ينمحي.دائما ما أحب صوتها الحنون حين تغني وأحبه أكثر حين كانت تروي له القصص,لم تكن كغيرها من الجدّات كان تعرف الكثير من الحكايات وكان هو حفيدها المفضل.
دائما ما كان يبيت عندها في ذلك البيت الحجري القديم البعيد عن الطريق والمتواري خلف أشجار الزيتون.
للنوم عندها مذاق أخر,سر غريب كان يشده إلى ذلك المنزل وإلى ذلك الجسد الذائب من التعب والصورة الموضوعة في منتصف احدى الغرف لشاب مبتسم لم يعرفه من هو.جدته لم تكن تتكلم عنه ,أحد لم يكن يتكلم عنه ولكن في كثير من الحيان يأتي أناس غرباء إلى المنزل راغبين برؤية والدة الشهيد .لم يعرف من المقصود ولكنه لم يسأل يوما.
في كل ليلة يضع رأسه على المخدة ويلتحف بغطاء قديم كان أنفه يمتلأ برائحة غريبة,كان يسميها " رائحة الجدّات".تلك الرائحة كانت تخلق في رأسه صورا لا تنتهي عن المعارك والقتال المشتعلين خلف التلال.
هذه المعارك لم تكن تخيف أحدا في القرية,رغم أنها كانت تقترب يوما بعد يوم منهم. هو نفسه لم تكن تعني له شيئا لم يكن يربطه بها شيء باستثناء الرائحة الغريبة على العكس كان سعيدا بها فقد عطّلته عن المدرسة وأراحته من المعلم الغاضب دائما.
تلك الليلة كانت كغيرها من الليالي الكثير التي قضاها عندها,مساعدا اياها في مسح الزجاج وتحضير الطعام وإشعال المدفأة الكبيرة,انهمر الثج بقسوة وبرد الطقس جدا فأسرع إلى الفراش متقيا البرد.
صبيحة اليوم التالي كانت الأغرب ,أفاقه صوت الرصاص ونزول القذائف,سمع احدهم يصرخ قائلا بأن العدو قد أصبح في ساحة القرية.
عتدها انتشرت تلك الرائحة الغريبة في أنحاء الغرفة وامتلات رئتيه بها.
انتصب الصغير واقفا,ارتدى معطفه البني الملقى على حافة الأريكة,لبس حذاءه الأسود المهترئ الموجود قرب الباب,فتح البوابة السوداء الكبيرة وانطلق مخلفا المنزل الحجري وراءه وصاعدا مسرعا وهو يجمع الحصى .
ظل يركض حتى خرج من أحد الازقة وأصبح في الساحة ,رفع يده ورمى الحجر,وفي تلك اللحظة انطلق وابل سرمدي من الحجارةو واندفع من بين الأزقة سيل لا ينتهي من الأطفال.
تلك كانت البداية
قليل الحركة شارد الذهن في الكثير من الاحيان,يحب جدته جدا تلك العجوز انهكت أنهكت التجاعيد وجهها مخلفةفيه أثرا لن ينمحي.دائما ما أحب صوتها الحنون حين تغني وأحبه أكثر حين كانت تروي له القصص,لم تكن كغيرها من الجدّات كان تعرف الكثير من الحكايات وكان هو حفيدها المفضل.
دائما ما كان يبيت عندها في ذلك البيت الحجري القديم البعيد عن الطريق والمتواري خلف أشجار الزيتون.
للنوم عندها مذاق أخر,سر غريب كان يشده إلى ذلك المنزل وإلى ذلك الجسد الذائب من التعب والصورة الموضوعة في منتصف احدى الغرف لشاب مبتسم لم يعرفه من هو.جدته لم تكن تتكلم عنه ,أحد لم يكن يتكلم عنه ولكن في كثير من الحيان يأتي أناس غرباء إلى المنزل راغبين برؤية والدة الشهيد .لم يعرف من المقصود ولكنه لم يسأل يوما.
في كل ليلة يضع رأسه على المخدة ويلتحف بغطاء قديم كان أنفه يمتلأ برائحة غريبة,كان يسميها " رائحة الجدّات".تلك الرائحة كانت تخلق في رأسه صورا لا تنتهي عن المعارك والقتال المشتعلين خلف التلال.
هذه المعارك لم تكن تخيف أحدا في القرية,رغم أنها كانت تقترب يوما بعد يوم منهم. هو نفسه لم تكن تعني له شيئا لم يكن يربطه بها شيء باستثناء الرائحة الغريبة على العكس كان سعيدا بها فقد عطّلته عن المدرسة وأراحته من المعلم الغاضب دائما.
تلك الليلة كانت كغيرها من الليالي الكثير التي قضاها عندها,مساعدا اياها في مسح الزجاج وتحضير الطعام وإشعال المدفأة الكبيرة,انهمر الثج بقسوة وبرد الطقس جدا فأسرع إلى الفراش متقيا البرد.
صبيحة اليوم التالي كانت الأغرب ,أفاقه صوت الرصاص ونزول القذائف,سمع احدهم يصرخ قائلا بأن العدو قد أصبح في ساحة القرية.
عتدها انتشرت تلك الرائحة الغريبة في أنحاء الغرفة وامتلات رئتيه بها.
انتصب الصغير واقفا,ارتدى معطفه البني الملقى على حافة الأريكة,لبس حذاءه الأسود المهترئ الموجود قرب الباب,فتح البوابة السوداء الكبيرة وانطلق مخلفا المنزل الحجري وراءه وصاعدا مسرعا وهو يجمع الحصى .
ظل يركض حتى خرج من أحد الازقة وأصبح في الساحة ,رفع يده ورمى الحجر,وفي تلك اللحظة انطلق وابل سرمدي من الحجارةو واندفع من بين الأزقة سيل لا ينتهي من الأطفال.
تلك كانت البداية
Rida .. bgd I do love the day I followed your blog , Thanks =)))
ردحذف