عودة المطر.
تنهمر نقاط
الماء ببطء على طرف الشارع, ويركض الأطفال في كلّ صوب مؤكدين عودة المطر. يسمع
ربيع, غير مصدّقٍ صراخ الأطفال. فيترك ركوة قهوته الصباحية على النار ويهرع إلى
وسط الشارع, ثم يسير إلى آخره بصمت. يمدّ يده إلى حيث يسقط المطر فتبتل. يرفع رأسه
إلى الأعلى فيرى خيوطًا برتقاليةً تنبعث من بين الغيوم, ويفكّر بأنّ امرأةً ما
تنظف حبال الغسيل من خراء الحمام. يركض تحت الماء, منعطفًا يسارًا إلى الشارع
الآخر. حيث يحسّ بالمطر ينهمر ببطء على كتفيه.
"عاد المطر", يقول قبل أن يتمدد وسط الشارع فاتحًا فمه للسماء.
"عاد المطر", يقول قبل أن يتمدد وسط الشارع فاتحًا فمه للسماء.
******
الإطار.
بحثنا طويلًا عن إطار يليق بصورتها.
وحين وجدناه ووضعنا في داخله الصورة ألهانا ضجيج في الشارع عنه, فنسيناه على طاولة
السفرة طويلًا.
كنا نجتمع على الطاولة عند الغداء ونمر بقربها عشرات المرّات كلّ يوم, بينما كان الغبار يبتلع الصورة ببطءٍ, ببطء.
وفي يوم ظهرت في المنزل طفلة لا نعرفها. اقتربت من الصورة, وببطء أيضًا أخذت تمسحها. وعندما شارفت على الإنتهاء, سقط من يدها الإطار وتناثر الزجاج على الأرض قطعًا صغيرة, وحين حاولت الإمساك به من جديد جرحت يدها بقطعة من الزجاج وتساقطت نقاط قليلة من الدم فوق العينين. جرّبت الصغيرة أن تمسح الدماء لكننا هرعنا إلى الطاولة وأبعدناها.
لملمنا الزجاج المتناثر, علّقنا الصورة في إطار بلا زجاج وسط الجدار ووقفنا نحدق به مسترقين النظر إلى الطفلة خلفنا تؤشّر إلى الصورة. لم نفهم ما تريد, لكننا أحسسنا بأن الصورة لا تلائم جو المكان.
أتيت بكرسي, أنزلت الصورة, رميت الإطار المجعلك في سلّة المهملات, والصورة وضعتها في خزانة زجاجية خلف فناجين قهوة مغبّرة وقرآن لم يفتح منذ زمنٍ بعيد. وقلت للباقين أنني سأشتري إطارًا جديدًا يليق بعينيها. مرّت الأيام نسوا ونسيت, والصورة بقيت في الخزانة تمسحها بنت صغيرة كل يوم حتى لا يأكلها الغبار.
كنا نجتمع على الطاولة عند الغداء ونمر بقربها عشرات المرّات كلّ يوم, بينما كان الغبار يبتلع الصورة ببطءٍ, ببطء.
وفي يوم ظهرت في المنزل طفلة لا نعرفها. اقتربت من الصورة, وببطء أيضًا أخذت تمسحها. وعندما شارفت على الإنتهاء, سقط من يدها الإطار وتناثر الزجاج على الأرض قطعًا صغيرة, وحين حاولت الإمساك به من جديد جرحت يدها بقطعة من الزجاج وتساقطت نقاط قليلة من الدم فوق العينين. جرّبت الصغيرة أن تمسح الدماء لكننا هرعنا إلى الطاولة وأبعدناها.
لملمنا الزجاج المتناثر, علّقنا الصورة في إطار بلا زجاج وسط الجدار ووقفنا نحدق به مسترقين النظر إلى الطفلة خلفنا تؤشّر إلى الصورة. لم نفهم ما تريد, لكننا أحسسنا بأن الصورة لا تلائم جو المكان.
أتيت بكرسي, أنزلت الصورة, رميت الإطار المجعلك في سلّة المهملات, والصورة وضعتها في خزانة زجاجية خلف فناجين قهوة مغبّرة وقرآن لم يفتح منذ زمنٍ بعيد. وقلت للباقين أنني سأشتري إطارًا جديدًا يليق بعينيها. مرّت الأيام نسوا ونسيت, والصورة بقيت في الخزانة تمسحها بنت صغيرة كل يوم حتى لا يأكلها الغبار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق