الاثنين، 9 مايو 2011

عندما قتل السنونو (جزء1)

 عندما قتل السنونو محاولة لصنع قصة طويلة تروي مراحل متعددة من حياة بطلها
 *****

كانت عائلة عاديةً صغيرة كغيرها من العائلات,مؤلفة من أب وأم وصبي صغير حديث الولادة.تسكن في بيت صغير متواضع يقع في بداية شارع أرستقراطي,بيت مؤلف من ثلاثة غرف طليت كلها بالأزرق التركوازي لسبب مجهول.


كما الأطفال في الإعلانات-في المستقبل سيكون من الناس الذي يكنون كراهية كبيرةً للاعلانات-يرتدي حفاظا فقط ويجلس على السجادة الصفراء وهو يلعب بكعمبات اسفنجية بملل واضح وبعينين لم ترتفع عن هذه المكعبات سوى لحظة,لحظة ستغير الكثير.


سمع صوت صفير خفيف فرفع رأسه ناظرًا إلى يمينه حيث وضع ابريق الشاي على الغاز بعيداً عنه في الجانب الأخر من الغرفة,جذبه ذلك اللمعان الأصفر وصوت الصفير الخفيف الذي كان يعلو قليلاً قليلاً.نظر إلى مكعباته مرّةً أخيرة قبل أن يبتعد عنها ماضياً إلى ذهبه.
جلس بالقرب من إبريق الشاي الذهبي وأخذ يحدق به بتعجب شديد مراقبًا خروج الدخان الأبيض ومنصتاً لصوت صفيره الساحر,متنشقاً رائحة الشاي المغلي التي انتشرت في أرجاء الغرفة.اقترب أكثر منه,أصبح فخذه الطري ملتصقاً به في الوقت الذي كانت أصابعه تحوم حول الفتحة الدائرية للإبريق الذهبي محاولاً إدخالها:

بدأ بالإبهام:رعشة البدايات
    السبابة:لسعة خفيفة ووجع صامت
    الوسطى:ألم أقوى وصوت صرخة يعلو شيئا فشيئاً
    الخنصر:دموع غزيرة تنزل بحرقة ودمعة تجد طريقها إلى ابريق الشاي
    البنصر يدخل بسهولة كاملة معمّدا بالشاي الأسود المغلي:وجه مغتسل بالدموع وصرخة من ابن الأشهر الستة إلى الاله:
                                                                                                   ا                  
ل                 
ل                 
    ه                  
            
الأم خارجة من الشرفة,تحمل الملابس التي لمّتها عن حبل الغسيل,تسمع نداء الصغير,فتركض إلى الغرفة دون أن تكون على وعي بما يحصل,تدخل الغرف,تبعد الصبي بسرعة عن الإبريق.الجلد وبعض اللحم ينسلخان عن الجسد مصدران صوت شواء خفيف وناشرين في الجو  رائحة لحم محترق ,الصبي ينفجر بالبكاء في الوقت الذي أصيبت فيه  الأم بالجنون حين رأت  جسد الصبي يرفرف كفرخ حمام يذبح.تشتم الرب وتدعوه في آن بينما كان صراخ الرضيع يعلو ويعلو,تتكور في زاوية الغرفة وتنخرط في نوبة هستيرية من البكاء قبل أن تنهار وتبدأ بضرب نفسها والصبي.


 الأب يصل بسيارته الجديدة,يوقفها أمام المنزل في ظل هدوء تام لا يقطعه سوى صوت عصفور صغير يقف على الأسلاك,يدخل المفتاح في القفل ويفتح الباب منادياً زوجته ليريها السيارة,لكن أحداً لم يجب.يدخل المنزل باحثا عنها دون أي رد قبل أن يطل برأسه إلى داخل الغرفة.لم يفهم شيئا,بقعة دم حمراء تملأ الأرض تكبر وتكبر والدم يواصل نزفه من فخذ الصبي الذي بانت شرايينه بينما الأم مرمية بقرب الحائط مغمياً عليها.اتصل بالطوارئ وبعد دقائق قليلة وصل رجال الإسعاف وقاما بنقل الام وابنها إلى المستشفى كل على حدة,بينما ظل صوت حفيف الشاي المغلي يعلو ويعلو قليلاً قليلاً..

يتبع.. 

هناك تعليقان (2):

  1. عارف أكتر حاجة بحبها فى كتاباتك التنوع
    موضوعات مختلفة
    أسلوب متطور
    مفردات جديدة
    والوصف أكتر من رائع
    يعنى أقدر أقولك أن دى من أروع الحاجات اللى قريتهالك بدون مبالغة
    عجبنى أوى وصفك لمراحل الألم
    كانت حقيقية جداً
    مرة تانية أنت رائع :))))))

    ردحذف
  2. شكرًا ياسمين ,,شكرًا جزيلاً أخجلتي تواضعي (:

    ردحذف